السبت، 25 سبتمبر 2010

اماه

أمّاهُ هـا قـد عـدتُ يـا أمّـاهُ
ضُمّي فـؤادي فالنّـوى أضنـاهُ
أمّاهُ مُدّي لـي يديـك وكفكفـي
دمعي ، فإنّ الشوقَ قـد أجـراه
أمّاهُ مـا هـذا السّكـونُ تكلّمـي
والصّمتُ يا أمّـاهُ مـا معنـاهُ ؟
قومـي أيـا أمّـاه إكرامـاً لـهُ
هذا الفـؤادُ لقـد هـوى ركنـاه
وصرخت وا أمّاهُ صرخـة خائـر
هـدّت همـومُ حياتـه يمـنـاه
وأعدتُ وا أمّاهُ لكـن لـم أجـدْر
دّاً لصوتـي غيـر كـرِّ صــداه
أمّـاهُ يـا أمّــاهُ يــا أمّــاهُ
ردَّ الصّدى ، أفلا مجيبَ سـواهُ ؟
وخضعتُ مفجوعَ الفـؤاد كطائـر
أعيـاه إعصـارٌ فشـلّ قــواه
أوّاهُ وا أوّاهُ وا أوّاهُ
رحلَ الحبيبُ فيا متـى ألقـاهُ ؟!
أدري بأنّ الموتَ حـقٌّ والـورى
رهـنٌ لآمـالٍ بهـا قـد تاهـوا
في يوم عيد الأمِّ أودَعتُ الثّـرى
أمّـي ، فكانـت طيبَـهُ وشَـذاهُ
وحثوت باليمنى الترابَ وخافقـي
ودّت تــردُّ يميـنَـه يـسـراه
يا قبرُ ضُـمَّ ضلوعَهـا مترفقـاً
فهـي الفـؤاد وروحُـه وهـواه
قالتْ : بُنيّ و هل أراك ؟ فقلتُ إي
لا تقلقـي يـا خافقـي وحشـاهُ
قالت : بُنـيَّ ألا تعـودُ فينجلـي
حزني ، ويرجعُ للفؤادِ صِبـاهُ ؟!
قالت : لعلّـي لا أراك فمُـرَّ بـي
حقّـقْ لقلبـي يـا بُنـيّ مُنـاهُ
قالتْ : إذا ما متُّ فانخُلْ لي ثرى
وازْرعْهُ تحتَ الخدّ كـي يرعـاهُ
قالتْ : إذا ما متُّ وسّدني علـى
خُصْلاتِ شعري كـي أنـالَ نَـداهُ
حققتُ يـا أمّـاه مـا أوصيتنـي
فارضَي عسى الرحمنُ أن يرضاهُ
عشراً من السنوات عشتِ وكلهـا
أمـلٌ فلـم ينـلِ الفـؤادُ منـاه
تترقبيـن الفجـر عـلّ خيوطـه
تأتيـك بالأخبـار لــو تلـقـاه
يا بئس نفسي لن تُفيـدَ ملامـةٌ
كـلاّ وهـل تشفـي الغليـلَ الآهُ
كفّاكِ هتّانـانِ يـا أمّـي ومَـنْ
جـادتْ سخـاءً كفُّـهُ أرضــاهُ
ربُّ البرايـا بالجِنـان وخـصّـهُ
بالعفْـوِ والفِـردوس قـدْ هنّـاهُ
ربّاهُ قد نزلـت بساحِـك ضيفـةً
أنتَ الكريمُ فهـلْ يخيـبُ رجـاهُ
يـا ربِّ ثبّـت باليقيـن فؤادهـا
لا مال ينفـعُ هـا هنـا أو جـاهُ
واغفـرْ إلهـي ذنبهـا متفضـلاً
وامنـنْ عليهـا بالرّضـا ربّـاهُُ

بقلم الشاعر : محمود أبو الواثق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق